تحليل خاص | منتخب "الديوك" يبعث برسالة تحدٍ لمنافسيه..

بعد هذه المباراة وهذا الأداء، بعث المنتخب الفرنسي برسالة لجميع المنافسين، لن نتخلّى عن اللَّقب بسهولة.

تحليل خاص | منتخب

لاعبو منتخب فرنسا (Gettyimages)

استهلَّ منتخب "الدُّيوك" (فرنسا) مشواره في مونديال قطر بفوز كبير على نظيره منتخب أستراليا برباعية مقابل هدف يتيم للأخير، ضمن مباريات الجولة الأولى من المجموعة الرابعة بدور المجموعات.

افتتح المنتخب الأسترالي التَّسجيل عن طريق غودوين في الدَّقيقة التّاسعة، فيما سجَّل للمنتخب الفرنسي كل من أدريان رابيو في الدَّقيقة 27، أوليفيه جيرو في الدَّقائق 32 و71، وكيليان مبابي في الدَّقيقة 68.

تشكيلة المنتخبين

دخل المنتخب الفرنسي بتشكيل هجومي واضح 4-2-3-1؛ هوغو لوريس في حراسة المرمى؛ بافارد، كوناتي، أوباميكانو ولوكاس هيرنانديز في خطّ الدِّفاع؛ تشواميني ورابيو في المحور؛ ديمبلي، غريزمان وكيليان مبابي خلف جيرو في الهجوم.

دخل المنتخب الأسترالي اللِّقاء بخطَّة 4-1-4-1 تتحوَّل سريعًا إلى 5-4-1؛ رايان في حراسة المرمى؛ اتكينسون، سوتار، روفليتس وبيهيتش في خطّ الدِّفاع؛ موي في المحور؛ في خط الوسط تواجد كلّ من غودوين، ماكجري، ايرفين وليكي؛ ديوك لعب دور المهاجم الصَّريح.

الشَّوط الأوَّل

10 دقائق أولى كانت مخادعة، حملت في طيّاتها هدفًا مفاجئًا للأستراليّين بعد هفوة بافارد، وإصابة خطيرة في الرِّباط الصَّليبي للظَّهير الفرنسي لوكاس هيرنانديز

بعد إصابة لوكاس اضطرَّ ديشامب لتبديله بإشراك أخيه ثيو هيرنانديز في مركز الظَّهير الأيسر.

هاتان الصَّفعتان الباكرتان لحامل اللَّقب جعلته يستفيق من سباته القصير، لينتفض ويستعيد امتلاك ما فقده على أرضيَّة الميدان.

رابيو الرّائع وتشواميني المستبسل ومن أمامهما غريزمان أعطوا عمق خط الوسط الفرنسي المردود المتوقَّع. الرِّواق الأيسر الفرنسي صنع الفارق الواضح بتحرُّكات وسرعة ثيو ومبابي وتشكيل الخطورة اللّازمة لإحراز التَّعادل سريعًا وهو ما كان، فبرأسية رابيو في المرمى الأسترالي عند الدَّقيقة 27 عدَّل "الدُّيوك" النتيجة.

لم يمهل "الدُّيوك" منافسهم أي وقت لالتقاط الأنفاس، فكان جيرو حاضرًا بعد خمس دقائق فقط من هدف التَّعادل ليبدأ بتسجيل أرقامه الشَّخصيَّة في المونديال القطري، بإحرازه الهدف الأول له وهدف التَّقدُّم لفريقه من عرضية رابيو الذي اغتنم فرصة ارتباك الدِّفاع الأسترالي بتشتيت الكرة، لينتهي النِّصف الأوَّل من المباراة بتقدم مستحقّ للكتيبة الفرنسيَّة.

الشَّوط الثّاني

بدأ الشَّوط الثّاني بهجمة خطيرة مبكِّرة للأستراليين من رأسيَّة كادت أن تكون هدف التَّعادل لولا القائم الأيمن لهوغو لوريس.

بعد هذه الهجمة الأستراليَّة شاهدنا عزفًا منفردًا للدُّيوك، امتلكوا فيه الملعب طولًا وعرضًا بالاستحواذ والتَّمرير والوصول إلى المرمى والتَّهديد.

مبابي كان على الموعد لتسجيل اسمه في المونديال بإحرازه هدفًا جميلًا بعد موجة ضغط عال نفَّذها الفرنسيّون على المرمى، أفضت إلى هدف بتوقيع الغزال الأسمر بعد تمريرة من ديمبلي.

لم يكتفِ مبابي بالتَّسجيل، بل كان له الدَّور الأكبر بإهداء زميله جيرو هدفه الشخصي الثّاني والرّابع لمنتخبه باختراق جميل وتمريرة رائعة على رأس القنّاص، ليعادل جيرو بهذا الهدف رقم الأسطورة تيري هنري كأفضل هدّاف للمنتخب الفرنسي في التّاريخ.

نقاط تحليليَّة

* ضعف المنتخب الأسترالي في كافَّة الخطوط سهَّل من مأموريَّة المنتخب الفرنسي.

* ربَّ ضارَّةٍ نافعة، وبالفعل، بعد إصابة لوكاس هيرنانديز وإقحام ثيو مكانه، فتح الأخير جبهة على الجهة اليسرى رفقة مبابي.

* ثلاثة من أربعة أهداف بالنِّسبة للمنتخب الفرنسي كانت من كرات رأسيَّة رغم طول قامة اللّاعبين الأستراليّين، والأربعة أهداف جاءت من كرات عرضيَّة، وهذا إن دلَّ يدل على أمرين؛ قوَّة المنتخب الفرنسي في اللَّعب على الأطراف، إتقان العرضيّات، وحسن تمركز المهاجمين من جهة، ومن جهة أخرى يعبِّر عن سوء تمركز لدفاع المنتخب الأسترالي.

* في الشَّوط الثّاني لم يعتمد المنتخب الفرنسي على العمق لسببين؛ الأوَّل الكثافة العدديَّة التي خلقها المنتخب الأسترالي في العمق من جهة، وقوَّة المنتخب الفرنسي على الأطراف من جهة أخرى، فخلق جبهتين في الملعب، تمثلتا بمبابي وثيو على اليسار، وديمبلي على اليمين.

* المنتخب الفرنسي يملك لاعبين يمكِّنون المدرِّب من خلق مرونة تكتيكيَّة عظيمة خلال مجريات المباراة، وتغيير الخطَّة بأي وقت من مجريات اللِّقاء.

* بعد هذه المباراة وهذا الأداء، بعث المنتخب الفرنسي برسالة لجميع المنافسين، لن نتخلّى عن اللَّقب بسهولة.

رجل المباراة

أدريان رابيو؛ محرِّك في الوسط، يقوم بواجباته الدِّفاعيَّة والهجوميَّة على أتمّ وجه، صان صاحب الهدف الأوَّل وممرِّر التَّمريرة الحاسمة في الهدف الثّاني، لم يتأثر الوسط بوجوده من غياب كانت، رائع رابيو!

التعليقات